سلطت “مارسيل أكا” عضو المرصد الإعلامي الإفريقي للصيد المستدام ممثل ساحل العاج خلال اليوم الدراسي المنظم من طرف منظمة الكومافات بشراكة مع المرصد الإعلامي الإفريقي للصيد المستدام بأكادير ، الضوء على ظاهرة القرصنة البحرية بغرب أفريقيا و بالضبط بخليج غينيا حيث تستبيح أساطيل الصيد الأوربية و الأسيوية و من دول أخرى مصايد المنطقة ،و التي التي تتوفر دولها الى جانب الثروة السمكية على خامات طبيعية و ثروات مطلوبة بشدة في العالم، من قبيل النفط والغاز و المعادن النفيسة كالذهب والألماس، والخشب وهناك السمك والحبوب الغالية..
أكا اشارت في معرض مداخلتها الى ضرورة تكثيف الضغط من طرف صناع الراي من الصحفيين و الإعلاميين و كشف حجم الجرائم التي تتعرض لها السواحل الأفريقية و البيئة البحرية بسبب الصيد الجائر من طرف سفن الصيد الأجنبية و تواطؤ الأساطيل التقليدية المحلية التي تنخرط قسرا لكسب عيشها نتيجة الهشاشة.
خبير الكومافات “ناجي عمريش” اعتبر تعدد الدول و تباين التشريعات القانونية بينها في الصيد البحري، و الفراغ القانوني أسباب سهلت تنامي ظاهرة القرصنة البحرية و تغولها بالمنطقة، مؤكدا الى أن “الكومافات” واعية بخطورة الظاهرة و انعكاسها السلبي على البيئة البحرية و النظم الإيكولوجية و على استقرار مجتمعات الصيد التقليدية. و أنها على استعداد بالتشاور مع الدول الأعضاء الى صياغة مشروع قانون مشترك و متطور يضمن الحد الأدنى من حماية مصايد المنطقة.
من جانبه لفت “عبد الواحد بنعبو” السكرتير التنفيذي للكومافات الى أن المغرب قطع شوطا كبيرا في التشريع في قطاع الصيد البحري مستمدا إياه من القوانين و الإتفاقيات الدولية، حيث تمت ملائمته بالتدرج وفق الخصوصية المحلية. مشيرا الى أن عمليات القرصنة البحرية هي ظاهرة عميقة في التاريخ ، و وسيلة ربح سريع طفت بشكل كبير بخليج عدن وسواحل الصومال ، و اتخذت أشكال السطو و الاختطاف مقابل فدية مالية ،قبل أن تجد موطؤا لها بخليج غينيا بسبب ضعف الإمكانيات لمراقبة السواحل و حماية المصايد للدول المطلة على خليج غينيا يعد أهم الأسباب في انتعاش ظاهرة القرصنة البحرية في الصيد البحري.
خليج غينيا و منذ عام 2011 تحول إلى بؤرة قرصنة بحرية خطيرة تضررت منها دول هذا الخليج بشدة، وهي ليبيريا وكوت ديفوار وغانا وتوغو وبنين ونيجيريا والكاميرون وغينيا الاستوائية والغابون وجمهورية ساو تومي وبرينسيبي الديمقراطية وجمهورية الكونغو “برازافيل” وجمهورية الكونغو الديمقراطية “كينشاسا” وأنغولا، في منطقة تضم نحو نصف مليار نسمة، حيث يتهدد مجتمعات الصيد البحري بسواحلها فقدان مورد عيشهم الذي يعتمد على الصيد التقليدي بسبب الصيد الجائر و استنزاف المصايد و تدمير النظم البيئة.